mangastudio

يختلف أسلوب قراءة المانهوا عن المانغا، حيث تقرأ المانهوا من اليسار إلى اليمين، بينما تقرأ المانغا من اليمين إلى اليسار. هذا جعل المانهوا أكثر ملاءمة للقراء الذين يعتادون على أنماط الكتابة الغربية.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تاريخ المانجا: من بداياتها في القرن العشرين إلى هيمنتها على الشاشات

تاريخ المانجا: من بداياتها في القرن العشرين إلى هيمنتها على الشاشات



المانجا، فن القصص المصورة الذي نشأ في اليابان، هو أحد أوجه الثقافة اليابانية التي اكتسبت شهرة عالمية في العقود الأخيرة. أصبح لهذا الفن تأثير قوي في صناعة الإعلام والترفيه حول العالم، وأثر في الأجيال المختلفة بفضل تنوعه ومرونته في التطرق إلى مختلف المواضيع. لكن كيف بدأت المانجا؟ وكيف تطورت من مجرد رسومات هزلية إلى صناعة ضخمة ومهيمنة في ثقافة العالم اليوم؟ في هذه المقالة، سنستعرض تاريخ المانجا من بداياتها في القرن العشرين إلى هيمنتها على الشاشات في الوقت الحالي

البداية: جذور المانجا في اليابان القديمة

قبل أن تصبح المانجا كما نعرفها اليوم، كانت هناك أشكال فنية يابانية قديمة تعتمد على الرسم والقصص المصورة، مثل "الهايكاه"، وهي رسومات تحتوي على تعليق نصي وتستعمل غالبًا لسرد حكايات تاريخية أو أساطير. وفي القرن التاسع عشر، شهدت اليابان ظهور "الكتابات المصورة" (kibyōshi) التي كانت عبارة عن كتب مزينة برسوم، ورغم أنها لم تكن مانجا بالمعنى الحديث، فقد كانت تمثل بداية لتطور هذا الفن

ولكن بداية ظهور المانجا كفن مستقل تعود إلى أوائل القرن العشرين، حيث بدأت هذه الرسومات تتميز بالأسلوب الساخر والهزلي، مع استخدام تسلسل الصور لتعزيز الفكرة الرئيسية للقصة. في هذا السياق، يُعد الفنان "تسوزوكا إيشيكاوا" أحد أوائل الرواد الذين ساهموا في تطور هذا الفن في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين

المرحلة الأولى: المانجا في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين

في العشرينيات من القرن الماضي، بدأ الفنانون اليابانيون في تطوير المانجا بأسلوب يعتمد على تسلسل الصور بشكل أكبر ويهدف إلى الترفيه. كانت أولى المجلات التي نشرت المانجا بشكل منتظم هي "شونن ماغازين"، والتي نشرت أولى الأعمال الموجهة إلى الجمهور الشاب. كانت هذه المانجات تحتوي على قصص مغامرات وأبطال خارقين تستهدف بشكل رئيسي الأطفال والشباب

في ثلاثينيات القرن العشرين، شهدت المانجا تطورًا كبيرًا من خلال أعمال فناني مثل "Osamu Tezuka" (أوسامو تيزوكا)، الذي يُعتبر الأب الروحي للمانجا الحديثة. تيزوكا قدم أسلوبًا مميزًا في رسم الشخصيات وابتكر مفاهيم جديدة لتسلسل الأحداث، حيث كان يستخدم التقنية التي اعتمدت على "اللقطات الواسعة" و"التركيز العاطفي"، الأمر الذي منحه تأثيرًا عميقًا في تطور هذا الفن. من بين أعماله الشهيرة التي بدأت تنشر في هذه الفترة كانت "Tetsuwan Atom" (أسترو بوي)، والتي كانت تعتبر أول مانجا ذات طابع عالمي

المرحلة الثانية: المانجا في الأربعينيات والخمسينيات

بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت المانجا في الانتشار بشكل أوسع وأصبحت جزءًا أساسيًا من ثقافة اليابان الشعبية. في هذه الفترة، ظهرت العديد من المجلات الجديدة التي أصبحت تُخصَّص لأنواع مختلفة من المانجا، مثل "مانجا الشونن" (التي تستهدف الشباب الذكور) و"مانجا الشوجو" (التي تستهدف الفتيات)، ما أدى إلى تنوع المواضيع وتوسيع دائرة القراء

في هذه الحقبة، أصبحت المانجا أداة مهمة لتوزيع الأفكار والمعلومات، حيث كانت تجذب القراء بفضل قصصها التي تجمع بين الخيال والواقع، ومعالجة قضايا اجتماعية وفلسفية. كما بدأ الرسامون في التركيز على إنشاء شخصيات مركبة وعلاقات إنسانية معقدة داخل القصص

المرحلة الثالثة: السبعينيات والثمانينيات – العصر الذهبي للمانجا

بحلول السبعينيات والثمانينيات، أصبحت المانجا ظاهرة ثقافية حقيقية في اليابان، وانتشرت إلى مختلف أنحاء العالم. في هذه المرحلة، بدأ العديد من الكتاب والفنانين المعروفين في إضافة طبقات معقدة من الحبكة والموضوعات الأدبية العميقة إلى أعمالهم، مثل "Naoki Urasawa" و "Katsuhiro Otomo" و"Rumiko Takahashi". أصبح فنانو المانجا أكثر تنوعًا في أساليبهم السردية والفنية، وبدأت الأعمال تأخذ طابعًا أوسع يتناول قضايا اجتماعية معاصرة مثل الحروب، المستقبل، والعلاقات البشرية

أشهر الأعمال في هذه الفترة كانت "Akira" و "Dragon Ball" و "Slam Dunk". قد بدأت هذه الأعمال في نقل المانجا إلى جمهور أوسع على مستوى العالم، وأصبح لها حضور في الإعلام العالمي

المرحلة الرابعة: المانجا في التسعينيات والألفية الجديدة – التحول إلى الشاشات

بحلول التسعينيات، بدأت المانجا تتحول من مجرد فن مطبوع إلى ظاهرة إعلامية شاملة. أصبح العديد من الأعمال المانجا يُحول إلى أنيمي (الرسوم المتحركة اليابانية) ويعرض على الشاشات، ما ساعد في زيادة شعبية المانجا بشكل كبير في الأسواق الدولية.

بدأت شبكة الإنترنت والبث عبر الأقمار الصناعية في تمكين المجتمعات العالمية من الوصول إلى المانجا والأنيمي. أضحت الأنيمي مبنية على المانجا بشكل كبير، مع أن العديد من الأنيميات الشهيرة مثل "Naruto" و "One Piece" بدأت تبث وتحقق نجاحًا هائلًا في اليابان وكذلك في الأسواق الغربية

الهيمنة العالمية: المانجا اليوم

اليوم، أصبحت المانجا جزءًا من الثقافة العالمية، حيث يمكن العثور عليها في كل مكان من المكتبات المحلية إلى منصات الإنترنت. أصبحت تُترجم إلى العديد من اللغات وتُباع في ملايين النسخ حول العالم، بينما تحولت بعض أعمال المانجا إلى أفلام سينمائية ومسلسلات أنيمي تهيمن على شاشات التلفزيون والسينما

كما ساهمت منصات مثل "Manga Plus" و "Shonen Jump" في جعل المانجا في متناول الجميع حول العالم. وبفضل هذه التقنيات، أصبحت المانجا لا تقتصر على اليابان فقط، بل هي الآن جزء من الثقافة العالمية، مع جمهور ضخم في أمريكا الشمالية، أوروبا، والعالم العربي

الخاتمة

المانجا هي أكثر من مجرد فن قصصي مصور؛ هي جزء من الثقافة اليابانية التي تجاوزت حدودها لتصبح ظاهرة ثقافية عالمية. مع مرور الوقت، أثرت المانجا بشكل كبير في الأدب، السينما، والمجتمع، وتستمر في النمو والتطور. ومن خلال تطور أساليب الرسم وقوة السرد القصصي، ستظل المانجا تستمر في هيمنتها على عالم الترفيه، وتقديم قصص مثيرة وملهمة للأجيال القادمة

عن الكاتب

mangastuido

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

mangastudio